معرض يحتفي بالخط المغربي المبسوط في البيضاء‎


انطلاقا من خصوصية التراث الفني للخط المغربي وأصالته وتجذره في الثقافة والمجتمع، وإيمانا بضرورة الحفاظ على دوره الثقافي وحضوره الفني وقيمه الجمالية، يحتضن رواق المكتبة الوسائطية التابع لمسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، من 15 يونيو إلى غاية 30 منه، معرضا خاصا بالخط المغربي المبسوط، الذي ينسخ به المصحف الشريف بالمغرب، وهو النشاط الذي تقف وراءه خريجتا أكاديمية الفنون التقليدية سهام كرواض وابتسام الحيمر. ويأتي مشروع كتابة "جزء عم" من سورة النبأ إلى سورة الناس، حسب سهام كرواض، الخطاطة المغربية الشابة، رغبة في مشاركة خبرة راكمتها هي وزميلتها ابتسام الحيمر طيلة مشوارهما الدراسي بهدف تمكين الأطفال من تعلم قواعد الخط العربي، وبالخصوص الخط المغربي، مبرزة أن المعرض مكن من جني ثمار سنة دراسية تمكن فيها الأطفال المستفيدون من خط لوحات أبانت عن مستوى مشجع يعود فيه الفضل إلى المكتبة الوسائطية التي لم تدخر جهدا لتوفير فضاء متكامل للتعلم. وشددت كرواض، في تصريح لهسبريس، على أن اختيار الخط المغربي كان بغية التحسيس بأهمية تراثنا الخطي وحفظه من الاندثار عن طريق تشجيع الأطفال، باعتبارهم خطاطي المستقبل، على الارتواء من منابعه والتشبع بجماليته، وإبراز مواهبهم والنهوض بأساليبه، وبعث روح جديدة في كيانه ليعانق فنون العصر ويقتحمه بهمة وأصالة وثقة. وأبرزت المتحدثة ذاتها أن هذه الورشات تهدف إلى الحفاظ على هذا الفن العريق والتعريف به ونشره وتطويره، وكذا الحفاظ على قيمه وأساليبه وإحيائه عن طريق تشجيع وتحفيز محبيه من الأجيال المقبلة على حمل مشعل تطويره. وأوضحت سهام أن المعرض كان فرصة لاكتشاف مواهب أنامل فتية تخط آيات كريمات من الذكر الحكيم من أجمل اللوحات الفنية والإنسانية وأبهاها، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن الخط العربي يعتبر أحد أهم مكونات الفن الإسلامي وأرقى الفنون، وليس مجرد فن عابر أو تقليدي يمكن التعامل معه بشكل روتيني، وزادت: "هو أحد علامات الهوية العربية الأصيلة المتغلغلة في تفاصيل وثنايا الحياة اليومية القديمة، وأحد أكثر الفنون العالمية تنوعا وثراءً".

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق